وهي موهبة التسويق وأفضل منتج يسوقه جمال سليمان هو جمال سليمان نفسه فقد نجح في تسويق اسمه سورياً بشكل ممتاز ولسنوات قبل أن يوسع أعماله للتسويق عربياً
فقدم نفسه على أنه الفنان المثقف و الملتزم و الأنيق والوسيم وقد حرص على تمتين علاقاته بالمخرجين والمثقفين والمعارضة والمسؤولين أكثر بكثير من حرصه على تنمية مواهبه التمثيلية فتطورت وأثمرت تلك العلاقات وتوجت بزواجه من ابنة أحد كبار المسؤليين بينما استمر بأداء أدواره التمثيلية بنفس الطريقة ونفس الأسلوب دون أي تطور فهو ما زال يؤدي دور الفلاح تماما كما يؤدي دور الطبيب ويؤدي دوررجل الأعمال المتحجر كما يؤدي دور الفنان الحساس بنفس النبرة والإيماءات والعيون الناعسه ( الدبلانة )
ولكي تكون نيتنا حسنة بحق الفنان سفير النوايا الحسنة سنفترض أنه ربما قد يكون سبب هذا الأداء الموحد عند جمال في مختلف أدواره هو رغبته في نشر المساواة والعدالة الإجتماعية و التأكيد على أن كل أبناء الشعب السوري متساوون و متشابهون فالفلاح كالعامل كالطبيب كرجل الأعمال .
أما رسالته التي أوصلها في مسلسله الصعيدي حدائق الشيطان كانت أكبر وأشمل فقد أدى فناننا سليمان الشخصية الصعيدية تماماً كماأدى سابقاً الشخصية السورية أو الفلسطينية بنفس الإنفعالات والحركات والنبرة الدلوعة أحياناً والمشدودة أحيان مع الحفاظ على ميزته الدائمة( العيون الناعسة ) و مع أقل فروق ممكنة في اللهجة ليؤكد للجميع أنه لا فرق بين العرب وأن حدود البيئة واختلاف اللهجات والثقافات إنما زرعها الإستعمارليفرق بيننا ولن يعترف بها فناننا سليمان .
دام جمال سليمان ذخرا لهذا الوطن مع مزيد من المحاضرات والندوات والتكريمات والأمسيات والمهرجانات والإحتفالات ومجالس الصالونات ومزيد من الصور على أغلفة المجلات ومزيد من المسلسلات بمختلف المجالات وبكل اللهجات
مع تحيات جاسوس قهوة الروضة